ولكن من يحاول الوقوف في وجه الضرورة التي لا مفر منها أحسبه الأخرق والأحمق بين بني البشر.
عندما ينال المرء كرم الآلهة، لا حاجة به إلى الأصدقاء، إذ يكفيه العون الآلهي، إذا شاء الإله!
يجب أن يعتور الأصدقاء غضب عادل ونبيل لما لحق بأصدقائهم من أذى وظلم.
سهل على أي انسان، مهما كان حظه من الذكاء، أن يتقدم بالنصيحة دون ترو، فلا نفع في التسرع دون تريث.
الآباء النبلاء تعاني سمعتهم الطيبة من أي فعل مشين قد يرتكبه الأبناء.
البطل الحقيقي يقف صامداً في الصف الأمامي، رابط الجأش لا تطرف له عين في مواجهة انطلاقة الرمح المجنح.
تأتي الشدائد اختباراً حقيقياً لمعدن الأصدقاء، وهو اختبار لا تكذب نتائجه قط.
يقولون إن عيون المضيفين تنظر إلى المنفيين طالبي العون في رفق لمدة يوم واحد فقط.
الرجل النبيل من بين أبناء البشر يتحمل ضربات القدر والآلهة ولا يتململ.
فما أسعد الإنسان الذي يرى بعينيه عدوه يفارق الحياة، ويدفع ثمن ما اقترفت يداه من الشرور.
ما من أحد على الإطلاق يتصور أنه شخصياً سوف يموت، ولكنه يتصور حدوث هذا المصير السيئ للآخرين.
الشباب، أجمل الجواهر في الثراء وهو أيضاً الأجمل في حالة العوز والضراء!
فالإله إن كان حقاً إلهاً لا يحتاج إلى أي شئ آخر. إن هي إلا خرافات المنشدين البائسة.
فهذا ما يحافظ على مدن البشر ويجمعها معاً: الحفاظ على القانون.
يا بني! أحرى بك أن تحب أصدقائك، وتمقت اعدائك: ولكن حذار أن تتخطى الحدود وتتهور.
أما الدول الخاملة التي تتبع سياسات غامضة وحذرة فإن حذرها يغشي بصيرتها.
المحارب المسلح تسليحاً ثقيلاً يرزح تحت نير أسلحته، ويموت بسبب جبن رفاقه، إذا لم يكونوا من الشجعان.
إن الذي يتمنى أن يتمتع بالثروة أو القوة ويفضلها على أصدقاء الخير، قد جانبه الصواب.
عندما يجعل الإله أحوال الأشرار تزدهر، فإنهم يتمادون في غرورهم وكأنهم ضمنوا استمرار نجاحهم.